الضحك المفقود- بحث عن ابتسامة في عالم النكد والهموم

المؤلف: أسعد عبدالكريم الفريح08.14.2025
الضحك المفقود- بحث عن ابتسامة في عالم النكد والهموم

في هذا الزمان، بات الضحك عملة نادرة الوجود، والابتسامة الصادقة أصبحت كعملة زائفة، خاصة بيننا نحن بني البشر. السرور والفرح، أصبحا أندر من لبن الطير، وكأن السعادة تخلت عنا ورحلت بعيدًا.

الضحك يأسر القلوب، والابتسامة تفتح الأبواب المغلقة. كم من لطيفة عابرة للقارات، أو حتى مجرد كلمات طيبة، ساهمت في تلطيف الأجواء المتوترة في المفاوضات الصعبة. وكم من نكتة، سواء كانت ثقيلة أو خفيفة الظل، أسهمت في إيجاد حلول للمشاكل المستعصية. غالبًا ما تكون الخلافات شخصية وعنادًا لا طائل منه. هذا كله عن الابتسامة والكلام الحسن، الذي أصبح حلمًا بعيد المنال في معظم الأحيان.

أما الواقع المرير الذي نعيشه اليوم، فلا يحتاج إلى الكثير من الشرح والتفصيل. يكفي أن تفتح جهاز التلفاز لتستمع إلى الأخبار المتناثرة من كل حدب وصوب، فترى العجب وتسمع ما يثير القشعريرة في الأبدان ويقطب الحواجب من هول ما يحدث. شبابنا يشيبون قبل أوانهم من كثرة الهموم. أين أنتم يا أهل العالم، يا عشاق النكد والقتل والدمار؟ أما للعقل استراحة؟ أما للرحمة مكان في القلوب؟ أما في هذه الفوضى خبر مفرح يسر الخاطر؟ لقد تعبنا وأرهقنا، فخففوا عنا قليلًا. هذه المشاعر المتدفقة ما هي إلا ردة فعل طبيعية لما نراه ونسمعه من فظائع.

حتى المسلسلات الخليجية والعربية، والتركية أيضًا، تفوقت على غيرها في تصوير المؤامرات الدنيئة التي تعشش في كل زاوية من زوايا القصور الفخمة. إنها دعاية مجانية ومسيئة لمن يريد الحديث عن الإرث العثماني وغيره من القصص، سواء كانت حقيقية أو محض افتراء. فالهم والغم أصبحا كالضيوف ثقيلين الذين يأتون بلا موعد ويتوقعون استقبالهم بالترحاب والفرح. وهذا بالطبع مستحيل. نتمنى أن تقوم هيئة الترفيه بدورها على أكمل وجه، فهدفنا الأساسي هو البحث عن البهجة والسعادة. وفي يوم من الأيام، ستشفى الجروح وتندمل، وسنتساءل مع العائلة أين نذهب هذا المساء لنضحك أو نبتسم قليلًا، فقد سئمت القلوب وملت. حتى الضحك أضحى صعبًا ومكلفًا. نريد يومًا نموت فيه من الضحك والبهجة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة